الأحد، مايو ١٧، ٢٠٢٠

12-12-2007الإخوان الديموقراطيون!!



الإخوان الديموقراطيون!!                     بقلم/ سمير الأمير

أتمنى أن تكون تصريحات بعض قيادات الإخوان عن الديموقراطية معبرة  عن تغيير حقيقى فى فكر جماعة الإخوان التى انتهجت حتى وقت قريب نهجاً إقصائياً استقوائياً فى تعاملها مع القوى الوطنية الأخرى ورغم تشككى الدائم الذى قد يكون فى غير محله إلا أننى مازلت أشعر بالقلق حيال كل هذه التصريحات البراقة التى لم تتفق أبداً مع ممارسات جماعة الإخوان فتاريخهم لايشى أبداً بأنهم يتطورون بشكل طبيعى فى اتجاه الديموقراطية وقد حدث لى شخصياً تجربة محاولة الترشح لانتخابات نقابة المعلمين وقت أن كانوا يسيطرون عليها ومنعونى من الترشيح بطريقة ملتوية بعد أن أخبرهم عسسهم الخاص أننى أنتمى لليسار وكان الشخص المنوط به قبول أوراق المرشحين يختبىء فى مكان ما لا يعرفه إلى الأخوة الذين ينتمون لجماعة الإخوان مما اضطرنى لعمل محضر فى قسم الشرطة بعد أن ذهبت إلى نقيب المعلمين وكان من الإخوان أيضاً  فوجدته يمارس علىً المكر والدهاء كما لوكنت من كفار قريش!!
ثم حدث بعد ذلك أن كنا نلتقى معهم فى لجنة التنسيق بين الأحزاب والقوى الوطنية فى بداية الغزو الأمريكى للعراق ولكنى كنت ألاحظ أنه بينما يفتح لهم اليساريون والناصريون والوفديون قلوبهم  ومقراتهم الحزبية كانوا هم يتعاملون بريبة مع كل من يستضيفونه فى النقابات التى يسيطرون عليها والتى أصبحت فى الواقع العملى مقرات لهم وقد حدث أن كنت مدعواً لإلقاء الشعر فى نقابة الأطباء فى مؤتمر تنظمه الأحزاب والقوى الوطنية وكنت أجلس فى الصف الأمامى مع الصحفية "أمانى أيوب"  وفوجئت بأحدهم يسألنى بلهجة عنيفة " من أنت.. أنا لا أعرفك؟ فرددت عليه بنفس اللهجة "وأنا أيضاً لا أعرفك" وكادت تنشب معركة لأنه أراد أن يخرجنى باعتبار أننى لست من " الأخوة" و أن يخرج" أمانى أيوب" من القاعة باعتبار أن هناك مكانأ مخصصاً "للحريم" لولا تدخل بعض (الإخوان) ممن كانوا يعرفون  أننى جئت  لألقى شعراً و أن " أمانى" جاءت لتغطى المؤتمر
     و كان يبدوا أن هذا الشخص الملتحى عريض المنكبين مكلفاً بحجز المقاعد الأمامية لمن ينتمون إلى الجماعة لكنه ساهم فى جعلى أضيف  تصرفاته السلطوية إلى تراث خبرتى بهم وكم كنت أتمنى أن يساعد التنسيق المشترك على إزالة ما علق بنفسى تجاههم منذ أيام الجامعة  وقت أن كانو يتهموننا بالكفر لمجرد أننا نحب الاشتراكية أو نترحم على عبد الناصر.
     ولكن كما يقول المثل الشعبى " العايط فى الفايت خرابان مخ "  لذا فإن الإنصاف يدعونا أن نصدق تصريحاتهم عن الديموقراطية  مبتعدين قليلا عن خبراتنا السابقة فى التعامل مع الجماعة حتى لا نفقد تلمس بدايات التغيير إن كان هناك ثمة تغيير فى إسلوب الجماعة؟  على أن ذلك يبنبغى أن يكون مقترنا بالرصد الدقيق لأساليب إدارة الحوار فى داخل الجماعة نفسها ، كما أننا لا حظنا من خلال لجان التنسيق بين القوى الوطنية ابان غزو العراق أنهم لا يلتزمون بما اتفقوا عليه  مع غيرهم ويفسرون خداعهم للأخرين  على أنه من قبيل" المؤمن كيس فطن"
 فى النهاية  أظن أن عليهم أيضاً أن يقطعوا شوطاً كبيراً  فى نقد أنفسهم لكى نقتنع أن لديهم مشروعاً للوطن وأنهم أصبحو مؤمنين حقاً بالديموقراطية لأن شواهد كثيرة تثبت أن مصادرة الأخر لا تزال سمة غالبة فى سلوك الكثير من قياداتهم وبالتالى يظل الحذر والارتياب مهمين عند التعامل مع إطروحاتهم فنحن أيضاًً مؤمنون ولدينا قدر من الكياسة والفطنة.

ليست هناك تعليقات: