الاثنين، مايو ٢٥، ٢٠٢٠

24-6-2007 غباء أم استغباء؟



      غباء أم استغباء؟
                                                 بقلم  /  سمير الأمير
     أليس من الغباء أومن الاستغباء أن يدعى البعض من قيادات حزب التجمع أنه ليس لدى حزب التجمع موقف مما يحدث فى العراق!! فحزب اشتراكى عربى وحدوى من الطبيعى أن يكون معاديا للمشاريع الإمبريالية،ولكن يحلو للبعض من تجارالمواقف ومستثمرى السياسة أن يتعمدوا خلط الأوراق فهم يسعون إلى تنمية تجارتهم الرخيصة وفى نفس الوقت يطلبون منا ألا نغير نظرتنا لهم
( كمناضلين) –( منتهى الاستهبال)
   إلى هؤلاء الذين يتعاملون مع طلبانى وبرزانى من الشيوعيين البرجماتيين بحزب التجمع بدعوى أنه ليس لدى الحزب موقف معين ، أهدى جزءا من التقرير الاستراتيجى العربىالخاص بموقف الحزب – لأنى أتوقع أن يأتى الأمين العام بعد ذلك ويقول ليس لدى حزب التجمع موقف من الاستغلال ولا من العولمة الشرسة!! ، إذ يبدو بهذا الأسلوب الملتوى أن حزب التجمع لم يعد له موقف واضح سوى من الإخوان المسلمين و ديكتاتورية صدام( طبعا لأنه سقط)( لكن لو لسه عايش وبيحكم كانت بقت دكتاتورية زى العسل) على قلب حاملى جوزات السفر ومناضلى الترانزيت .
     يتصرف هؤلاء إذن طبقا لمقتضيات مصالحهم الخاصة ظنا منهم أن أحدا لن يكتشف أساليبهم الملتوية باعتبار أن معظم أعضاء الحزب هم من الهواة الذين لا وقت لديهم لتأمل الأشياء أو قل لا وقت لديهم للشك فى تصرفات بعض أعضاء القيادة الذين تعهدوا بالقضاء على اليسار المصرى وتحويله إلى مكتب من مكاتب تهدئة الأوضاع  بدعوى الحفاظ على وحدة الحزب  ودعم النظام باعتباره نظام حكم مدنى فى مواجهة صعود نجم الإخوان المسلمين فى الشارع العربى متناسين أنهم يعطون- بتصرفاتهم الرعناء  وتخليهم عن أحلام الشعب المصرى -الفرصة لتيار الإسلام السياسى للتغلغل فى الحياة السياسية وملء الفراغ الذى يتركوه وتعميق ارتباطه بالطبقات الشعبية التى من المفترض أن يمثلها اليسار ولكن هذه القيادات البرجماتية ترى فى مصالحها الضيقة مجالاً أكثر أهمية للحركة بعد أن أدركت بحسها الانتهازى أن سقوط الاتحاد السوفيتى
 و النظم القومية تركهم عرايا كونهم تعودوا على النضال فى الفنادق والقاعات الفخمة وكذا ارتباط مصالحهم الاقتصادية برضا النظام عن خطابهم السياسى العاقل الرزين الذى لم تعد كلمة الاشتراكية تذكر فيه مطلقا وكأنها أصبحت عيب أو ( تابو).

إليكم إذن الجزء الخاص بحزب التجمع فى التقرير الاستراتيجى العربى فيما يخص الحرب على العراق وحكومة الاحتلال ، هذا التقريرالذى يمثل وجهة نظر معظم أعضاء الحزب الشرفاء والذى صيغ بناءا على البيانات التى أصدرتها قيادة الحزب فى حينها والغريب أن تلك القيادة هى نفسها التى تدعى- بعد زيارة الأمين العام لكردستان ونشر صحيفة الأهالى لمقالات وأحاديث تؤيد الحكومة العميلة وتتهم المقاومة بالإرهاب- تدعى أن الحزب ليس له موقف محدد من العراق ولكن فليعلم هؤلاء أن وراءهم من يحتفظ بالأوراق ليوم قريب تشخص فيه الأبصار ويعلم الذين خانوا مبادىء الحرية والاشتراكية والوحدة أى منقلب ينقلبون.
 وإليكم التقرير الذى يثبت أن لحزب التجمع موقفا معلنا من العراق ولكنهم  يكذبون.. يكذبون رغم علمهم أنه لا أحد يصدقهمّّ!!!!
التقرير الاستراتيجى العربى
منشور على موقع الأهرام
24/ يونيو2007
.
((أما بالنسبة لقضية فرض الإصلاح من الخارج، فقد جاء موقف حزب التجمع متلاقيا مع أحزاب المعارضة الرئيسية، بالإضافة إلى الحزب الوطنى، فى رفض السياسات الأمريكية والمبادرات الخارجية، كما أدان بشدة الاحتلال الأمريكى للعراق. وقد اتخذ الحزب موقفا ثابتا تجاه قضيتى السلام فى الشرق الأوسط والحرب الأمريكية على الإرهاب، فقد أصدر بياناً حذر فيه من الضغوط التى تتعرض لها سوريا من جانب الولايات المتحدة والتلويح بإمكانية استخدام القوة العسكرية ضدها، معتبرا أن ذلك إنما يأتى استجابة للأولويات الإسرائيلية ولتغيير مسار ضخ البترول العراقى عبر الأردن إلى ميناء حيفا فى إسرائيل. وفى ضوء ذلك طالب الحزب بضرورة تقديم الدعم والمساندة لسوريا فى مواجهة هذه التهديدات ورفض الغزو الأمريكى للعراق ، وتم طرح برنامج عمل يقوم على عدة أسس تمثلت فى:
- دعم المقاومة العراقية ونشر ثقافة المقاومة ضد الاحتلال.
- سرعة تحرك المثقفين فى العالم العربى وجميع الدول المحبة للسلام ووزراء الثقافة العرب والمنظمة العربية للثقافة والتربية والعلوم واليونسكو، للدفاع عن رموز الحضارة والثقافة فى العراق والمتاحف والمكتبات العامة والجامعات العراقية.
- التأكيد على الأهمية المتزايدة لقضية الديمقراطية كمدخل للإصلاح والخروج من التخلف ومواجهة أى عدوان أو سيطرة خارجية.
- العمل على تقوية النظام الإقليمى العربى والجامعة العربية من خلال آليات جديدة تكسب الجامعة فاعلية وقدرة على مواجهة التحديات المفروضة على العرب.
- يجب على العراقيين مواصلة المقاومة، بل على جميع العرب باعتبار أن احتلال القوات الأمريكية البريطانية للعراق ليس إلا خطوة استعمارية تستهدف الوطن العربى ككل.
- إحياء البعد القومى العربى للنضال والعمل العربى المشترك والحاجة إلى حركة عربية قومية تقدمية ديمقراطية وإقامة علاقات صحية مع القوى المناهضة للحرب والهيمنة الأمريكية والعولمة الرأسمالية، والمبادرة بإقامة علاقات وثيقة مع الأحزاب العراقية المناهضة للاحتلال الأمريكى مثل الأحزاب المنضوية تحت راية ائتلاف القوى الوطنية العراقية.
- عدم الاعتراف بسلطة الاحتلال فى العراق أو أى حكومة يشكلها الاحتلال وبطلان أى قرارات أو اتفاقات قبل إقرار الشعب العراقى لدستور ديمقراطى جديد، وتشكيل حكومة وطنية ديمقراطية فى ظل انتخابات حرة تحت إشراف الأمم المتحدة والجامعة العربية.
- إعادة النظر فى العلاقات المصرية الأمريكية التى تصفها الحكومة بأنها علاقات صداقة استراتيجية على ضوء العدوان الأمريكى على العراق وتهديد سوريا وتحالفها مع إسرائيل، بما يفرض علينا التصدى للاستراتيجية العدوانية الأمريكية فى المنطقة وإحياء المقاطعة بكل أشكالها لإسرائيل ومقاومة التطبيع ومقاطعة البضائع الأمريكية البريطانية.
وقد بقى حزب التجمع على موقفه من قضايا الخارج منسجما مع مواقف باقى القوى السياسية المصرية، ورفض بشكل قاطع أى تدخلات خارجية فى الشأن الداخلى، وحافظ على مواقفه المبدئية من رفض للتطبيع مع إسرائيل، وأكد على أن الإصلاح شأن مصرى داخلى لا يخص الولايات المتحدة.))
-----
------   وبعد....

هل يستطيع هؤلاء الذين ذهبوا إلى كردستان أن يتراجعوا عن موقفهم المخجل الذى يلحق العار بتاريخ حزب التجمع؟
هل يصدر المكتب السياسى بيانا يؤكد فيه على المواقف المبدئية للحزب فى مواجهة فرض الإصلاح من الخارج بعد أن شاهدنا حجم الدمار والقتل فى العراق؟
هل نمتلك شرفا وشجاعة بالقدر الذى يكفى لكى نعتذر لرحلة عمر ونضال وطنى مشرف كنا فيه فى طليعة كل القوى الوطنية؟
أم ترانا نكذب ما جاء فى التقرير الاستراتيجى العربى ونقول لهم كيف تدعون أننا اشتراكيون وطنيون ووحدويون؟



ليست هناك تعليقات: