الأحد، مايو ١٧، ٢٠٢٠

مع المقاومة .. ذلك أفضل 1-11-2004


مع المقاومة .. ذلك أفضل   كتب فى1-11-2004   بقلم/ سمير الأمير
هل تحولنا إلى مرددين فى جوقة الاستسلام يقودنا المايسترو الأمريكى سواء بشكل مباشر أو عن طريق وكلائه ومخاتيره الحاصلين على شهادة الأيزو فى تعبئة الراى العام بالزيف والخنوع؟ هل أصبحنا جميعاً مطبعين وغير مطبعين أفراداً فى جوقة واحدة؟ ألستم معى أن الحكومات قد أدركت بخبرتها فى السيطرة على الوعى الجماهيرى أن عليها ليس فقط أن تصنع فعل الاستسلام ولكن أيضاً عليها أن تحدد رد الفعل وتشكل له حدوداً لا تخرج عن الإطار الذى يسمح لها بالاستمرار فى الحصول على ثقة أمريكا باعتبارها-والعياذ بالله- سيدة الكون التى تحيى وتميت.ليس غريباً إذن أن يكثر الكلام فى وسائل الإعلام الرسمية بل وفى الهيئات الثقافية عن ضرورة مقاطعة
إسرائيل ومقاطعة الداعين للتطبيع طالما يظل هذا الكلام تحت السيطرة التى تجعله فقط مجرد كلام ومجرد صدى طبيعى لحقيقة أن التطبيع يجرى على الأرض بنفس الحماس السابق ولا سيما فى الجوانب الاقتصادية مثل اتفاقية الكويز التى تربط الإنتاج المصرى فى صناعة النسيج بإسرائيل حيث لا تقبل أمريكا البضائع المصرية إلا إذا كان المنتج الإسرائيلى يشكل حوالى 13./. من مكونات تلك المنسوجات.ولا مانع أيضاً أن يطرد اتحاد الكتاب المصرى  كاتباً مطبعاً( ليعود بعد ذلك بحكم القضاء) أو يصرح وزير الثقافة بأن الوزارة ترفض التطبيع ليتشكل الرأى العام عبر ثنائية( مع التطبيع /ضد التطبيع) التى تحصر المسألة  فى إطار رد الفعل، إذ تعلم الحكومات أن الخيوط هنا أو هناك لا تفلت من يدها، وما المؤتمرات التى تعقد وتنفض إلا وسائل لاحتواء الغضب الشعبى ويظل الجميع دعاة التطبيع ودعاة رد الفعل متفقين على أن دعم المقاومة المسلحة رجس من عمل الشيطان أو على أقل تقدير عبث بالأمن القومى، الذى لا نعرف أين هو ذلك الأمن بعد أن اجتاحت بلادنا جحافل الغزاة على مرأى ومسمع ومباركة هؤلاء الذين يزعمون أنهم يخشون علينا من لفحة الهواء؟ والمشكلة أن إسرائيل أصبحت تدرك تماماً أن فرقة "حسب الله" العربية تعزف لحنا واحدا فى مناسبات مختلفة، فمضت تعربد فى المنطقة، بل وترد على كل مبادرات السلام الرسمية التى تتحدث دون خجل عن العنف من الجانبين-ترد بمزيد من القمع والحصار فى فلسطين المحتلة. ما الذى يمكن فعله إذن؟ أعتقد أنه  قبل أن نشرع فيما ينبغى عمله حيال أزمة الضمير العربى الحالية ،لابد من إعادة التأكيد على النقاط الآتية:-
أولاً:- إن المقاومة ليست إرهاباً مضاداً لإرهاب الدولة العبرية. المقاومة هي حق مشروع لكل من احتلت أرضهم حتى يتحقق النصر وتتحرر الأرض.
ثانياً:- إن دعمنا للمقاومة فى فلسطين والعراق ليس واجباً قومياً فقط تجاه أخوة لنا يعانون الاحتلال بل هو موقف حتمى لحماية أنفسنا لأن مخطط الاحتلال والهيمنة والاستلاب يشملنا جميعاً من المحيط إلى الخليج.
ثالثاً:- إن نضالنا من أجل الديموقراطية وحرية التعبير هو خطوة هامة لمقاومة تزييف الوعى وتغييب العقل العربى ولترميم الوجدان عبر دعم الثقافة الوطنية فى مواجهة موجة العولمة.
رابعاً:- إننا لا نزايد على الحكومات العربية ولكننا لا نمسك ألسنتنا عن قول الحق وعلى هذه الحكومات أن تدرك أنه ليس من ضمن التزاماتها بخيار السلام أن تكمم أفواه من يقاومون الذل والاستسلام !
خامسا- نحن لسنا مع التطبيع ولسنا رد فعل له - نحن مع المقاومة.. ذلك أفضل.
وأخيرا وليس آخرا، تحية إجلال وإكبار للشعب العربى فى فلسطين وللشعب العراقى البطل ولشعب الصومال الذى تتجاهل الحكومات والنخب العربية أنه يكافح من أجل استقلاله الوطنى  ولايقلل من مشروعية كفاحه تبنيه لأجندة إسلامية وتلك خيبة عربية  أخرى  ونتيجة مباشرة لتراجعنا الثقافى وانهيار أحلام النهضة ولا يجب  تحميل تلك 
الخيبة للشعبين الفلسطينى والصومالى وحدهما.

ليست هناك تعليقات: