الأحد، مايو ٣١، ٢٠٢٠

7-8-2012حزب الدستور........ طموح الجماهير وضعف البدايات



حزب الدستور........ طموح الجماهير  وضعف البدايات
                                                                               بقلم/ سمير الأمير
لا شك أن دعوة الدكتورالبرادعى للتغيير وعودنه بعد أن أنهى عمله فى الوكالة الدولية للطاقة الذرية إضافة إلى كفاح حركة كفاية وحركات المجتمع المدنى مثل 6 إبريل وغيرها، كلها عوامل ساعدت على الانطلاقة الثورية التى شهدها المجتمع المصرى فى الخامس والعشرين من يناير 2011 ولكن هذا لا يعنى بالتأكيد عدم الاعتراف بنضال القوى التقليدية كالناصريين والشيوعيين والإخوان المسلمين وإن كنت أرى أن الإخوان كانوا دائما رديفا للنظام باعتبار تمثيلهم لذات المصالح الطبقية، فضلا عن قضايا الحريات التى شكلت بؤرا لتجمع القطاعات الغاضبة من الشباب كقضية أيمن نور وقضايا حبس الصحفيين والإعلاميين ثم القضية الأهم التى تبلور حولها تيار الغضب العارم وهى اغتيال الشاب خالد سعيد على أيدى رجال المباحث، ولن أضيف جديدا فى سرد أحداث خيبة الأمل التى أودت بدماء الشهداء وأرواح الضحايا على أيدى جناحى البرجوازية العسكرى والدينى اللذين اقتسما السلطة علانية دون أن تحرك الائتلافات الثورية ساكنا لأن معظمها بالقطع كان مبنيا على أسس وضعها هؤلاء الذين جعلوا من الدماء الذكية وقودا تدور به لعبة التفاوض بين جناحى السلطة القديمة المنتميين للرأسمالية الريعية أو لرأسمالية " السمسرة" إن جاز التعبير ويكفى أن شخصا كصفوت حجازى هو " رئيس ما يسمى بمجلس (أمناء) الثورة. فى الحقيقة ينبغى تسميته " مجلس( خيانة) الثورة، المهم أنه بعد الخيبات المتتالية التى منيت بها قوى التغيير بدءا بتولى المجلس العسكرى ثم الاستفتاء المشئوم مرورا بانتخابات المجالس التشريعية التى جرت بسرعة تتسابق الزمن خوفا من تشكل تنظيمات ثورية تأتى بغير الإخوان للسلطة وهو ما يخالف الصفقة التى اتضحت معالمها الرئيسية فيما بعد، ثم الانتخابات الرئاسية التى شهدت تشرزم القوى الثورية وإصرار التحالف الشعبى والتجمع على الإبقاء على مرشحيهم انتقاصا من فرصة " حمدين صباحى" الذى كان قاب قوسين أو أدنى من دخول معركة الإعادة، بعد كل ذلك اكتشفت القوى الداعية للتغيير ضعف أحزابها وأدواتها وظهرت دعوة البرادعى الذى كان قد أعلن فى وقت سابق انسحابه من سباق الرئاسة دون سبب مقنع حقيقة فى تقديرى ودون أن يعى أن من يمشى فى الشارع السياسى المصرى الملىء بالأوحال عليه أن لا يغضب حين تطال ملابسه بعض قاذورات هذا الشارع، ظهرت دعوة البرادعى لإنشاء حزب الدستور الذى يتبنى شعار الثورة الرئيس" عيش.. حرية... عدالة اجتماعية" وسارع الناس من مختلف الاتجاهات والمشارب السياسية لعمل توكيلات باسم الدكتور البرادعى وتم تسليمها لمقرات حملة البرادعى التى تتكون فى معظمها من شباب من المرفهين قليلى الخبرة والمعرفة، إضافة إلى قناعتهم بأن السياسيين المخضرمين من المنضمين للحزب سوف لن يسمحوا لهم بالقيام بدور أو بتولى مناصب قيادية فى الحزب الجديد، فضلا عن كونهم يرفضون ما يطلقون هم أنفسهم عليه بمنتهى السذاجة" الأيدلوجيات القديمة" وكأن الرأسمالية كفت عن تجديد نفسها وكأنهم لا يشاهدون ما تفعله العولمة الشرسة- وهى إحدى أطوار نمو رأس المال- بالشعوب الفقيرة أو كأن الاشتراكية لم تتطور نفسها وتعود بقوة لتشكل حلم شعوب أمريكا اللاتينية والمستضعفين فى بقاع الأرض، ولأن بعض راغبى اعتلاء المنصات من الذين خرجوا من مولد الثورة بلا " حمص" يريدون أن يشكلوا من أنفسهم قيادة للحزب قبل أن تتشكل هيئاته القاعدية ومن ثم هم يتفقون مع الشباب فى ضرورة استبعاد ذوى الخبرات السياسية والعناصر الفاعلة التى تتمتع باستقلالية والتى يمكن أن تعيد صياغة العمل ليعبر عن قواعد الحزب واختيارات أعضائه لأن معظمهم قد تركوا أحزابهم القديمة لعجزهم عن إحداث تغيير نظرا للسيطرة المالية التى تحولت فى تلك الأحزاب إلى رشاوى تقدم للمنتفعين من أجل تكريس الأمر الواقع، وكان قرار تلك القيادات الفكرية والجماهيرية بالانضمام لحزب الدستور الجديد رغبة فى المشاركة فى بناء حزب على أسس علمية واضحة يتم اختيار قياداته بقواعد الديموقراطية بغض النظر عن شهرة ونجومية البعض وبالتالى فقد فشلت فى تقديرى المؤتمرات التأسيسية التى عقدها حزب الدستور لأننا كأعضاء مؤسسين تمت دعوتنا للمؤتمرات مباشرة دون أن نستشار فى جداول الأعمال ( فى الحقيقة لم تكن هناك جداول أعمال واقتصر ت المؤتمرات على إلقاء خطب وشعارات من جانب الشخصيات الشهيرة كجورج إسحق وجميلة إسماعيل ومصطفى الجندى   وكانت كلمات عامة لا علاقة لها بالقواعد التى قرأنا عنها أو شهدناها، فلم يقدم أحد هؤلاء موقفا سياسيا يمكن أن يشكل سببا لوجود هؤلاء المحتشدين معا ولم يقدم أحد مشروعا يمكن اعتباره بداية لبرنامج سياسى لكى يتبناه الأعضاء الذين جاءوا من مختلف المدارس فكان منهم الوفدى والشيوعى والناصرى والسلفى ولم نعدم أيضا وجود ما يطلق عليهم " الفلول" وكل هذا جائز طبعا بشرط وجود الإطار الذى يمثل الحد الأدنى لما يمكن أن يتفق عليه كل هؤلاء الفرقاء الساعين لتأسيس حزب واحد يهدف فيما أعتقد لإنقاذ مصر من السقوط فى الهوة السحيقة للدولة الدينية التى تعدنا بظلام دامس لا نرى النور بعده أبدا وليس فقط بانقطاع التيار الكهربى لبضع ساعات وهو ما يؤدى لاحتدام المعارك العائلية بعد فساد الأطعمة فى الثلاجات، إذ سيصبح الظلام مؤديا لانقطاع النور عن العقول وفساد الأدمغة وتحويل البشر إلى قطعان تأكل بعضها البعض بسب اختلاف الأديان أو اختلاف المذاهب داخل الدين الواحد، من هنا كان على أصحاب الطريق الثالث أو التيار الشعبى أو حزب الدستور أو كل هؤلاء معا أن ينتهجوا أسلوبا مطمئنا يشى بأنهم لا يعيدون إنتاج الخيبة بالتمركز حول ذواتهم التى نعترف بشرف مقاصدها ولكننا لا نغض الطرف عن تضخمها وقد راعنى أن تهتف السيدة جميلة إسماعيل بهتاف يحتوى على اسمها وهى تلقى كلمتها فى المؤتمر الذى عقد فى أفخم فنادق المنصورة بينما تقول هى " أن حزب الدستور هو حزب الفلاح!!، كما راعنى رفضهم لمقترح قدمه أحد الحضور بأن تعتبر اللجنة القيادية القاهرية التى نصبت نفسها كقيادة مؤقتة للحزب تعتبر نفسها منحلة وأن نشرع فى انتخاب عضوين أو أكثر من كل محافظة لقيادة العمل فى المرحلة التأسيسية وهو الاقتراح الذى تجاهلتة المنصة تماما وهذا يشى فى تقديرى بأن الخيبة تعيد إنتاج نفسها فى الأحزاب المصرية ولكن يبقى أن أقول أننى أتمنى أن يستمع هؤلاء إلى صوت العقل والضمير وأن يشرعوا فى عقد مؤتمرات تأسيسية حقيقية يصبح فيها المؤتمرون مقترحين وفاعلين وليسوا مجرد جماهير تصفق لرموز سياسية مختلفة المشارب يلقون الخطب والشعارات ولا يقدمون جديدا لدفع الواقع قدما

ليست هناك تعليقات: