الثلاثاء، مايو ٢٦، ٢٠٢٠

12-6-2008 قتل الأبناء.... قتل المستقبل



 قتل الأبناء.... قتل المستقبل
                                                                  بقلم/ سمير الأمير
لا  يجد المصريون الفقراء عملا بأجر يكفى ليقم الأود ولا سكنا صحيا ولا مستشفيات للعلاج ولا تعليما مجانيا حقيقيا والنتيجة أن  طاقة العنف  تفشل فى التعرف على العدو الحقيقى فتتجه إلى الذات، فشل فى الحاضر وخوف من المجهول يدفع الآباء لقتل المستقبل- قتل الأبناء، ثم نرتعب مما يحدث! كأننا كنا ننتظر شيئاً آخرا بعد أن عرضنا الأرض والعرض والكرامة فى سوق النظام العالمى الجديد، بعد أن غادرنا ملامحنا وارتدينا المفاهيم الجديدة للاستهلاك وانتشر الدعاة المدعون ذوى اللحى والأجسام الضخمة وعاملتنا الدولة كأننا عالة عليها، بعد أن نهبنا رجال البيزنس وتجار الفساد وبعد أن انهارت كل قيم العدالة وتم قتل الطموح لأن كل الأماكن محجوزة سلفا للطبقة الجديدة التى سيطرت على الرأس والجسد والأطراف وحاصرتنا فى طوابير الخبز وأحلام الرحيل التى عادة ما تنتهى بغرق شرعى بسبب السفن المملوكة لرجال السلطة أو غرق غير شرعى قبالة سواحل أرض الأحلام، لم لا نقتل أولادنا "من إملاق" و"خشية إملاق" مادمنا نفقد إيماننا بالله ونساعد جلادينا على الاستقرار والاستمرار لكى يعبروا هم لمستقبلهم على أجساد الفقراء الذين حرروا الوطن بدمائهم وعادوا من الحرب ليجدوا السادة يسدون عليهم كل سبل الحياة فرحلوا إلى بلاد كانت ترمقهم بنظرات الحسد ليعملوا فى أحط المهن ويتحملوا أقصى درجات الذل والجوع ليصنعوا ثروات جديدة لوطن يسرق كل يوم، وعندما عادوا لم يجدوا شيئا فى البنوك التى أقرضت أموالهم لرجال العهد الجديد فهربوها للخارج  ولم يكتفوا فأمعنوا فى بيع المصانع وإهانة البنات والأولاد فى مظاهرات الاعتراض والتنشين عليهم بالرصاص الحى فى البلكونات وتزوير الانتخابات جهاراً نهاراً وطرد الفلاحين من أراضى سلمها لهم رئيس جمهورية حدث أنه خرج عن السياق وأحب الفقراء وأحب أبناءهم فصنع معهم حلماً جميلاً يجدون أنفسهم اليوم متهمين به، يدفعون ثمنه للمرة الثانية بعد أن دفعوه فى دنشواى وبورسعيد وصحراء سيناء؟ ألم يمت عبد العاطى البطل المصرى صائد الدبابات مريضاً بتليف الكبد وتضخم الطحال دون أن تهتز للذين ورثوا انتصاراتنا قصبة؟ ألم ينتحر الشاب المصرى المتميز عبد الحميد شتا بعد أن نجح فى اختبارات وزارة الخارجية ثم استبعد من التعيين لأنه " غير لائق اجتماعيا" لكونه ابن فلاح فقير؟ ألم تمر السفن الأمريكية بقناة السويس لكى تقتل العراقيين؟ ألم نشارك عدونا فى حصار الشعب العربى الفلسطينى فى غزة؟ ما الذى يدهشكم إذن حين يقتل أب عشوائى أبناء عشوائيين يعيشون فى مدن عشوائية و لا يجدون  طعاماً ( حتى عشوائيا) ؟ الآن فقط لم يبقى سوى نداء وحيد (فلنوقف تلك الحياة المهزلة فلنتمرد على خنوعنا وعلى هؤلاء اللصوص  الذين يدفعون الشباب للغرق فى المياه الدولية ويدفعون الآباء لقتل أبنائهم أو فلنصمت للأبد بعد أن ندفن مستقبلنا بأيادينا الخائفة المرتعشة)

ليست هناك تعليقات: