الآنسة كوندليزا
بقلم / سمير الأمير*
عندنا مثل مصرى شعبى يقول" إيش تعمل الماشطه فى الوش العكر" والمثل
ببساطة يعنى أن الكوافيرة أو المرأة المنوط بها تجميل العروس فى ليلة عرسها لا
تستطيع أن تفعل شيئاً حيال وجه قبيح لاسيما إن كان هذا القبح مصدره النفسية
المريضة وطبعاً لا علاقة بين ما أقوله وبين لون البشرة فلست عنصرياً ولا أستطيع
فأنا أيضاً أسمر البشرة ولكن وجهى يميل إلى الاصفرار قليلاً بسبب ما فعلته فى كبدى
البلهارسيا وما فعلته فى روحى الديموقراطية الأمريكية إذ علىّ أن أشاهد تجلياتها
المرعبة فى أفغانستان والعراق كل ليلة قبل أن أوى إلى فراشى لتتلقفنى الكوابيس
عندما تتقاذف سريرى أمواج دموية لبحر هائج من دماء الهنود الحمر والزنوج السود
والفيتناميين الصفر،
الشىء الذى يؤرق يقظتى المؤقتة دائماً هو أغنية عبد الحليم حافظ (ابنك يقولك يا بطل هات الانتصار.. ده ما فيش مكان للأمريكان بين الديار) التى علقت بذاكرتى منذ كنت طفلاً صغيراً فى المدرسة الابتدائية، أيامها كانوا يحكون لنا عن فيتنام وعن خيبة الأمريكان الثقيلة وكانوا يلقنونا أن أمريكا هى عدونا الحقيقى وأن إسرائيل ليست سوى أداة لمنع تطورنا ولوأد أحلامنا فى بناء أوطان حرة مستقلة، أعرف طبعاً أنهم كانوا يخدعوننا فى حينها ولكنى الآن أيضاً كثيراً ما أضبط عقلى متلبساً بعدم القدرة على استيعاب أن الولايات المتحدة صارت أمنا الرءوم التى ستخلصنا من هؤلاء الذين غامروا بدمنا فى الحرب ضد إسرائيل تلك الواحة الديموقراطية التى يخشون عليها من المتوحشين ( الذين هم نحن بالتأكيد) ولا أدرى ما سر هذا الرعب الذى يتملكنى وأنا أشاهد الدبابات الأمريكية وهى تدب على جسد الوطن العربى لتمهد الطريق أمام الحرية والديموقراطية التى تتطلب بالتأكيد التخلص من هذا القدر الهائل من سكان العراق وفلسطين الذين يحملون فيروس الإرهاب سواء كان إسلاميا أو اشتراكياً،
ربما أنا مخطىء لأنه من غير المعقول أن كل هؤلاء الرؤساء والملوك العرب ( أصدقاء أمريكا) خونة أو عملاء والعياذ بالله فبعضهم شارك فى الحرب ضد إسرائيل ومن وراء إسرائيل ثم من أنا أساساً حتى يكون بمقدورى أن أحكم على هذا الانقلاب الذى يبدوا متناقضاً مع كل ما تربيت عليه من شعارات وأنا غض صغير ؟؟ولكنى الآن كمواطن صالح لا أحب طبعاً أن أنتمى لقوى المعارضة الشريرة التى تشكك فى كل شىء وتتحدث عن الجوع والسفن الغرقى وحوادث القطارات والانتخابات غير النزيهة وغياب القانون وانهيار التعليم وخصخصة الهواء بما يوحى أن كل هذا التسلط على الشعب العربى تباركه أمريكا وتباركه الآنسة السمراء الجميلة التى يقول عنها الحاقدون المغرضون أنها تشبه الذبابة مما يعد فى تصورى سلاطة لسان وقلة أدب
ولذا فأننى - كمواطن منتم- من موقعى هنا تحت خط الفقر- أقول لهؤلاء الذين لا يفهمون
أن عصر التمرد على النظام الرأسمالى قد انتهى بقدر الله و أنه لا سبيل للحياة إلا بالامتثال والتسليم انتظارا لموقعنا فى الجنة يوم يقضى الله بيننا بالحق وعندها سوف نعرف أن كل ما اقترفته السيدة كوندى والسيد بوش لم يكن المقصود به الإضرار بمصالحنا وسنعرف يقيناً أن إسرائيل تفعل خيراً بقتل أطفال فلسطين إذ أنه لو قدر لهم الحياة لظلوا يعانون بقية عمرهم مشقة الحصول على وظيفة ومسكن وملبس ناهيك عن احتمال دخولهم السجن بتهمة حيازة أسلحة دمار شامل أو حتى حيازة صور لجيفارا أو ناصر أو" قصيدة عابرون فى كلام عابر" لمحمود درويش أو كاريكاتير ساخر لناجى العلى، يعنى باختصار "العيال دول ربنا نجاهم من العيشة الهباب اللى كان ممكن يعيشوها" علينا أيضاً أن نتقدم بخالص الشكر لوزيرة الخارجية البريطانية وندعوها لارتداء قمصاناً ملطخة بدماء ما شاءت من الشعوب المتخلفة باعتبارها تساهم فى إرساء السلام بين الشعوب التى لن يقدر لها أن تباد فى عصر العولمة الأمريكى وذلك لتعاونها مع كوندى ولأنها أيضاً كانت تعمل مع تونى بلير الأسكتلندى الذى أصبح رئيس وزراء بريطانيا بعد أن تخلص من عقدة النظر للإنجليز على أنهم كانوا يضاجعون الاسكتلنديات طبقا لحق الليلة الأولى.
الشىء الذى يؤرق يقظتى المؤقتة دائماً هو أغنية عبد الحليم حافظ (ابنك يقولك يا بطل هات الانتصار.. ده ما فيش مكان للأمريكان بين الديار) التى علقت بذاكرتى منذ كنت طفلاً صغيراً فى المدرسة الابتدائية، أيامها كانوا يحكون لنا عن فيتنام وعن خيبة الأمريكان الثقيلة وكانوا يلقنونا أن أمريكا هى عدونا الحقيقى وأن إسرائيل ليست سوى أداة لمنع تطورنا ولوأد أحلامنا فى بناء أوطان حرة مستقلة، أعرف طبعاً أنهم كانوا يخدعوننا فى حينها ولكنى الآن أيضاً كثيراً ما أضبط عقلى متلبساً بعدم القدرة على استيعاب أن الولايات المتحدة صارت أمنا الرءوم التى ستخلصنا من هؤلاء الذين غامروا بدمنا فى الحرب ضد إسرائيل تلك الواحة الديموقراطية التى يخشون عليها من المتوحشين ( الذين هم نحن بالتأكيد) ولا أدرى ما سر هذا الرعب الذى يتملكنى وأنا أشاهد الدبابات الأمريكية وهى تدب على جسد الوطن العربى لتمهد الطريق أمام الحرية والديموقراطية التى تتطلب بالتأكيد التخلص من هذا القدر الهائل من سكان العراق وفلسطين الذين يحملون فيروس الإرهاب سواء كان إسلاميا أو اشتراكياً،
ربما أنا مخطىء لأنه من غير المعقول أن كل هؤلاء الرؤساء والملوك العرب ( أصدقاء أمريكا) خونة أو عملاء والعياذ بالله فبعضهم شارك فى الحرب ضد إسرائيل ومن وراء إسرائيل ثم من أنا أساساً حتى يكون بمقدورى أن أحكم على هذا الانقلاب الذى يبدوا متناقضاً مع كل ما تربيت عليه من شعارات وأنا غض صغير ؟؟ولكنى الآن كمواطن صالح لا أحب طبعاً أن أنتمى لقوى المعارضة الشريرة التى تشكك فى كل شىء وتتحدث عن الجوع والسفن الغرقى وحوادث القطارات والانتخابات غير النزيهة وغياب القانون وانهيار التعليم وخصخصة الهواء بما يوحى أن كل هذا التسلط على الشعب العربى تباركه أمريكا وتباركه الآنسة السمراء الجميلة التى يقول عنها الحاقدون المغرضون أنها تشبه الذبابة مما يعد فى تصورى سلاطة لسان وقلة أدب
ولذا فأننى - كمواطن منتم- من موقعى هنا تحت خط الفقر- أقول لهؤلاء الذين لا يفهمون
أن عصر التمرد على النظام الرأسمالى قد انتهى بقدر الله و أنه لا سبيل للحياة إلا بالامتثال والتسليم انتظارا لموقعنا فى الجنة يوم يقضى الله بيننا بالحق وعندها سوف نعرف أن كل ما اقترفته السيدة كوندى والسيد بوش لم يكن المقصود به الإضرار بمصالحنا وسنعرف يقيناً أن إسرائيل تفعل خيراً بقتل أطفال فلسطين إذ أنه لو قدر لهم الحياة لظلوا يعانون بقية عمرهم مشقة الحصول على وظيفة ومسكن وملبس ناهيك عن احتمال دخولهم السجن بتهمة حيازة أسلحة دمار شامل أو حتى حيازة صور لجيفارا أو ناصر أو" قصيدة عابرون فى كلام عابر" لمحمود درويش أو كاريكاتير ساخر لناجى العلى، يعنى باختصار "العيال دول ربنا نجاهم من العيشة الهباب اللى كان ممكن يعيشوها" علينا أيضاً أن نتقدم بخالص الشكر لوزيرة الخارجية البريطانية وندعوها لارتداء قمصاناً ملطخة بدماء ما شاءت من الشعوب المتخلفة باعتبارها تساهم فى إرساء السلام بين الشعوب التى لن يقدر لها أن تباد فى عصر العولمة الأمريكى وذلك لتعاونها مع كوندى ولأنها أيضاً كانت تعمل مع تونى بلير الأسكتلندى الذى أصبح رئيس وزراء بريطانيا بعد أن تخلص من عقدة النظر للإنجليز على أنهم كانوا يضاجعون الاسكتلنديات طبقا لحق الليلة الأولى.
وفى الختام أقدم اعتذارى عن
المقدمة العدائية التى بدأت بها المقال وأعلن من الآن توبتى وأدعو الآنسة كوندى أن
تتقبل توبة الشهداء الذين دفعتهم وطنيتهم الحمقاء لتفجير أنفسهم فى الدبابات التى
جاءت لتخلصنا من وطأة الحياة وظروفها الصعبة وأدعوكم جميعاً أن تعربوا عن إعجابكم
بالألوان الفاقعة التى ترتديها الآنسة كوندى.
* شاعر
ومترجم مصرى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق